سعدية بطل

بلسانها حفرت فى عقلى
دروبا من الذكريات
وظلت تحكى فوق رأسى
الحواديت
فتعرفت على أول عفريت
من حدوتة حكتها
"الدجاجة"
يحكى أن امرأة
كانت لا تنجب
فتطهرت وصلت وصامت
وتضرعت للسماء
يا رب امنحنى طفلة
حتى وإن تكون دجاجه
فاستجاب الرب لتضرعها
و أعطاها دجاجة
سعدية تسترسل فى الحدوته
فتأتى عفاريت الكون
لسرير الحلم
تتحول دجاجتها
لطفلة ॥تكبر॥ تتدور॥تتحور لأنثى
يعشقها ابن السلطان
يتزوجها ويرحل
للقصر الملكى
الكائن بين الأشجار
يحملها بين الزهر....
فتزهو الأقمار
تنجب شمسا
تخطف كل الأبصار
إلا عجوزا شمطاء
تلقى عليها
تعويذة سحر
فتنام....
وتنام معها الأسرار
من يوقظ هذى الشمس
ويهز فراش ساكن
لا تدهمه الأقدام
وتصير الطفلة فى قلبى
أجنحة طائرة
أتسلق فى خفة
ضفائرها المرسلة
عبر الأعوام
وتدق طبول البعث
فتهب الطفلة من رقدتها
فيهدها بأنامله
المتدفقة حنانا
يسقيها ماء
ويقص أظافرها
أمير الحلم
جعلته سعدية أملا للحائرين
بطلا أسطوريا
يضمد كل جراح .....
سعدية كانت لا تنجب
لكن يعشقها أطفال الكون
المحرومين