ولهذا قبع حزينا في الدار
قالوا مريضا
لا يشرب إلا الشاي
ممزوجا بالصبار
سعدية تشاركه فراشه
وبنات خمس تعملن بالأجر كالأنفار
بخل الزوج على الزوجة بالحب
وأسمعها كلاما أحمق
وأشبعها ألفاظا حمقى
تتقطع فيها من القلب
الأوتارعبد الستار لم يهدأ حلمه
الثائر في عمره
ليل نهار
وبين الجلباب الأصفر
والسروال
حل العقدة من المنشار
وفى ساعة هم
قرر أن يتزوج أزهار
أنثى فقيرة........
أحجم عنها الخطاب
وفى دنيا الأحلام
مر عليها قطار يتبعه قطار
وجاءت أزهار
رغم أن الزيجة
تنبئ عن حلم خائب
كالمرجل يتأجج
فوق النار
ومن أول ليلة
حملت أزهار
حزنت سعدية
كانت تلبس كل جلباب
من الهم بالمندار
وأزهار صارت حاكمة
متحكمة في عبد الستار
تترنح في مشيتها
وترفع للحمل شعار
وتطلب في الليل
زبادي وخيار
من كان يصدق
أن العانس
تصبح مقصد للزوار
وتبيع حبوب الدار
لتأكل لانشون
وفشار
سعدية كانت تتعجب
كيف كانت تتيقن أزهار
أنها تحمل ذكرا
في الأحشاء
ولم تعلم أن أزهار
كشفت عنه بالمنظار
قبل ميلاد السبع بأيام
ظلت تتوجع في انتظار
وأخيرا يأتى للدنيا
زكريا عبد الستار
مقهورة سعدية تئن
يغنى عبد الستار
للطير الهائم والأشجار
وكأنه لم ينجب إلا زكريا
ولم يتزوج
إلا أزهار
زكريا يكبر وتددله الشمس
وتقبله الأقمار
لم تتحمل سعدية الأنات فترحل
في القلب غصة ومرار
وإناث فرت منهن الأحلام
فوق عتبات الدار
حلم يبكى وحلم يرحل
وحلم على الرصيف
ينتظر القطار
أحلام خابت بل غابت
وتوارت خلف الأسوار
وحين فتشنا عن الأسرار
كان السر الأب الجاهل
عبد الستار
حين ترسخ داخله
إحساس أسود
أن الشمس حين تسطع
تتبعها الأمطار
وأن الأنثى خلفتهاهم
يتبعه العار
وفى احدى نوبات جنونها
ستل سكين الغضب المكتوم
وذبح من الخمس ثلاثا
قد ذهب منه العقل
وطار
اقتادوه مجذوبا بقميص مغلق
تحكمه الأزرار
ضاعت خمس بنات........وضاع الحلم
الكاذب
زكريا عبد الستار
في دار الأيتام تربى
ذكرى أطلت من ذاكرته