حمامة

قالوا عنها
لازالت بكرا
رغم مرور العام الحادى والخمسين
وفمها المرسوم
كما العنقود
ورقة شفتيها
وعيون سود
أسرت ألف حبيبب
محبتها
صارت قمرا يسهر فى الليل
ولا يغفوا إلا حين
ينام العشاق
كانت تسكن فى قارب
مربوط بذيل الأحلام
تعشق ماء البحر
وسماء صافية
ودارا خشبية أبسط
من شجر البلوط النائم
بين الشطآن
حمامة
كانت تهوى حبيبا
أجمل من كل الفتيان
تمنحه حبات السكر
حين يناديه البحر
وترسل تنهيدات الأشواق
مع الأمطار حين تأتى
نوات الريح
وتنذرها بأن تسرق منها
حبيب العمر
وبات يهددها السحر
تتوسل لسيدى أبو النجد
وتضع حول مقامه
خصلة من شعر
وتلف المنديل الأخضر
حول الرقبة وتستلم
للنوم...
من يسأل عنها تقول
حمامة مريضة فى الدار
فيقولون
عفريت أحمق يتلبسها
تسرقها دوامات اليأس
لشتاء أمشير...
وتقسم
لن تخرج منها أبدا
إلا عند دخول العفريت
للقمقم
ويعود الطير
لأحضان الأشجار
يرفرف
فتخرج من عزلتها
وتلقى بالمنديل الأخضر
وبكحل الجدة تتكحل
فتزهو العينين
باللون الأسمر
ويعود ربيع الدنيا لشفتيها
يزغرد
فتضحك ॥ تقطر عشقا
وتطير لحبيب العمر
وتكبش بين يديها
مياه البحر
وتحضنها فيخضر
ربيع الحب....
ويتمتم قد ذاب الشوق
فى يوم
خطبوا حمامة للعربى
فقال أبوه بلسان الفشر
العربى يكسب ألف جنيه
فى الشهر
يصطاد الحوت ولا يبتل
والشبكة بين يديه
تصيد بالأمر
العربى سيبنى بيتا
كالقصر
تسكنه حمامه
ست الحسن
العربى يسافر
وتودعه حمامة
عند الفجر
بين يديه تنام يديها
فيهمس
ما عاد فى صدرى
صبر
وتذوب حمامة عشقا
ويذوب الصخر
ويرتاد العربى
كالعادة البحر
وتنام حمامة
وتكفن فى المنديل
الشعر...
ويمر اليوم الأول
الثانى ....
العاشر
ويجئ شتاء القهر
العربى ....
قالوا
ابتلعته أمواج البحر
فتموت حمامة
من القهر
راحت فى الغيبوبة
بدانة مرشوقة بالقلب
هبت ريح النوة عليها
فأحالت حبات السكر
بين شفتيها
مر