حين أخبروها
بأننى أتقيأ
يصيبني الدوار
ووجهي يعتريه الاصفرار
وأعشق النوم في النهار
قالت هيجى الفارس المغوار
وبإيده سيف بتار
ها يكيد العوازل
ويهزم التتار
البت حبلى
في بطنها ولدها يشيل اسم أبوه
ويعمر الديار
ولأننى محظوظة في أيامى
لم يخترعوا بعد السونار
و نبوءة جدتي
مليئة بالغيب والأسرار
ومن خلف النسوة
كانت تختصني بأطيب الثمار
ويوم مخاضي
أطلقوا البخور
جائتنى الداية تلعن وتثور
كطبيبة محنكة تعلم
متى يشق الجيب
وتخرج منه أحدى بنات الحور
قالت في عصبية
ابتعدوا....لازالت بكرية
في بطنها ولد
قولوا معا يا مدد.... مدد
يا مسهل الأمور
وهادى النحلة للدبور
والثعبان يدخل الشق
والثعلب ينام في الجحور
وبالفعل
اهتدت النحلة للدبور
والثعالب نامت في الجحور
والقابلة لازالت تثور
ماتت بين يديها
بالأمس صبية
واليوم أموت أنا
بين سحابات البخور
قابلتي تيأس وتترك الأمور
وطبيبي يستدعوه للحضور
حين أدخل في الغيبوبة
يغلى الماء في القدور
تلهث أنفاسى
أستيقظ على صوت الوأوأة
المشهور
في دنيا الميلاد
ولدت ياولاد...
قالوا
الله اكبر سبحان
من صور
سموا عليها ....
اسم الله عليها
وعلى حوليها........
رشوا الملح على الحساد
الغرفة تمتلىء بالأولاد
والجدة تتأكد أن ولى العهد
قد جاء محمل بالأمجاد
وبين بكاء النسوة
وموت الأحلام
تصمت...
نينة وداد
والعينان يحطيهما سواد
وتنام
.... تدخل غرفتها
وتضرب عن كل الزاد
قد خابت احدى نبؤتها
وجاءت أنثى
يتزوجها غريب
يسرق من تركتها فدانا
وتحمل هم مواسمها في الأعياد
يا خسارة ياولاد
أسبوع مر
وامرأة أخرى تصرخ في الدار
قالوا كالعادة ........
ميلاد
لم تخرج من غرفتها نينة وداد
لم يعنيها هذى المرة
شأن الميلاد
كانت تتمنى أن يأتى عواد
لكن جاءت للدنيا سعاد
وبين الفكر الشارد
تسمع بعض النسوة
يزغردن ويعلن
قد جاء يا نينة عواد
فتقفز الجدة من رقدتها
وتأمر بذبح ديك البرابر الوحيد
وبين يديها تمسكه وتغنى
لما قالوا دا ولد
أتشد ضهرى واتسند
ولما قالوا دي بنية
قلت غابت الأعياد
ضحكت كل النسوة عليها
وهللن في هم نافع
نينة ودادعايزه النسوان