حذاء شتوى واحد
وأختان
تلبس أحداهما فى موسم
والأخرى فى موسم آخر
كانت الأخرى تصر
على ارتدائه فى الشتاء
وحين يهل الربيع
تلقيه بلا هوية
للكبرى ....
فتفرح به رغم سخونة الجو
ولا عزاء للعرق المنهمر
من رأسها حتى القدمين
جارتى.....
طالت إقامتها
من خلف الشباك
تنطلق زغرودة ....
رنت عانقت الأذان
استبيان
فتحت الشباك
فى الشرفة المقابلة
جارتنا سعاد
صاحبة النظارة اللامعة
والعدسات البنور
والشعر الأبيض
على الأسود॥
حين يثور
زرعت فى شرفتها
أحلاما وزهور
كانت تتمنى لو تتزوج
ابنتها زهور
لكن زهور
وقفت تبكى عند السور
تحسب أحلام أنوثتها
الباردة .....
وتتذكر أول مرة
ألقت بملابسها المحشورة
من بئر السلم ...
لزوجة البواب
تحسد كل رفيقات الدرب
حين تسمع زغرودة
فى شرفة احداهن
وسعاد الأم تئن
وتحن
لفستان أبيض
تنثر فوقه عقودا
من فلتتألق فيه وحيدتها
تظهر للنور
وتقاطع هذا الظل
لكن زهور تذبل
حين يمر عليها الصبح
دون أن ترويها
نسمات الحب
تفتح كل الأبواب
إلا باب سعاد ... مازال مغلق
وحين جاء الموعد.....
والفجر يدق الباب
تلبس ابنتها الطرحة والفستان
ترقص فى الشارع
يرقص كل الفتيان
تسقط وتصاب بالغثيان
ترحل حاملة معها الأحزان
انفجرت
كالبركان
سنوات.... مرت
قلب ....
عانى من الحرمان
ازدحمت غرقانة الأربع
والدم الطالع والهابط
عانى منه المصعد
فتعطل وتوقف
وتلاشى فى طى النسيان
زهور العيد الأول لبكارتها
ترتدى ثيابها البيضاء
تدور وترقص.....
تقفز فى الهواء
تحمل طفلا...
كانت تتمنى أن تمنحه
لجدته سعاد
لكن سعاد ....
غابت
لم تسمع شهد الأخبار
ظلت تدعوا فى الصلوات
وتقرأ فى القران
عبر البوابة الصغرى للقلب
ينغلق الشريان
تطلب رحمة...
نوراًغفران